رجح الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم السبت، أن تكون إسرائيل قد قصفت أهدافاً عسكرية إيرانية فقط أثناء الهجوم الذي شنته على إيران، معرباً عن أمله في أن تكون هذه هي "نهاية" التصعيد الإسرائيلي الإيراني.
يأتي ذلك بعد أن قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت إن "إيران لا تعرف حدوداً عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها، ووحدة أراضيها، وشعبها".
التصريحات جاءت أيضاً عقب شن إسرائيل غارات جوية على أهداف داخل إيران في الساعات الأولى من صباح السبت في إطار التصعيد بينهما رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل في الأول من تشرين الأول الجاري.
وقال بايدن، للصحفيين في فيلادلفيا: "يبدو أنهم لم يضربوا أي شيء آخر غير الأهداف العسكرية. أملي أن تكون هذه هي النهاية"، مشيرًا إلى أنه أمضى وقتًا في وقت سابق من يوم السبت للاطلاع على تحديثات مجتمع الاستخبارات.
وأجاب بـ"نعم"، عندما سُئل عما إذا كان تلقى إشعاراً مسبقًا قبل الضربة الإسرائيلية. وقال مسؤولون في إدارة بايدن إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة بشكل مباشر في الضربة، لكنها كانت تتشاور عن كثب مع إسرائيل.
وقال بايدن أيضًا إنه "لم يفاجأ" بأن الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشح الحالي للرئاسة، تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه اعترف بقلقه من أن ترامب لم يكن يمثل الولايات المتحدة في تلك المحادثات.
وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع فيديو في الساعات الأولى من صباح السبت، سُمعت فيه أصوات دوت في سماء إيران على مدار ساعات جراء الضربات الجوية الإسرائيلية.
هل سترد إيران؟
إلى ذلك علّق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على الضربات التي شنتها إسرائيل ليلاً على مواقع عسكرية إيرانية.
وأعرب الوزير الإيراني في مقابلة مع الموقع التابع للمرشد الأعلى الايراني، عن اعتقاده بـ"أننا اثبتنا أن لا حدود لعزمنا على الدفاع عن أنفسنا".
وفي وقت سابق، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إنه يجب على إيران ألا ترد، محذراً من أنه "إذا ارتكب النظام في إيران خطأ البدء بجولة جديدة من التصعيد، فسنكون ملزمين بالرد".
وقالت طهران إن الهجوم الإسرائيلي تم التصدي له بنجاح، لكنه ألحق "أضراراً محدودةً" في بعض المواقع.
في غضون ذلك، قالت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية إنه سيكون هناك "رد فعل مناسب" للضربات الإسرائيلية.
وقالت واشنطن إنها كانت على علم بالعملية الإسرائيلية مسبقاً، لكنها لم تشارك فيها، وأكدت أنها مستعدة تماماً للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى في حال حدوث رد إيراني.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن الأهداف شملت مواقع لإنتاج الصواريخ، ومواقع الصواريخ المضادة للطائرات، وأنظمة الدفاع الجوي، مضيفا أن "إسرائيل تتمتع الآن بقدرة أكبر على المناورة الجوية فوق إيران".
ارتفاع ضحايا الضربة الإسرائيلية
في الاثناء ارتفعت حصيلة ضحايا الجيش الإيراني جراء الضربة الإسرائيلية إلى 4 عسكريين بينهم ضابطان.
وقال الجيش الإيراني في وقت سابق اليوم إنه "حتى الآن" تم تسجيل "مقتل ضابطين من قوات الدفاع الجوي خلال التصدي للهجوم الإسرائيلي هما "الرائد حمزة جهانديده، والنقيب الأول شاهرخي".
وقالت منصة "قدس" التابعة للحرس الثوري أن عدد القتلى من الدفاع الجوي ارتفع إلى 4 أشخاص"، مضيفة أنه من المرجح أن يرتفع عدد الضحايا في ظل وجود جرى.
وأوضحت المنصة الإخبارية أن القتلى الأربعة هم "محمد مهدي شاهرخي، وحمزة جهانديده، وسجاد منصوري، ومهدي نقوي".
تخفيف حجم الهجوم
وعبر تقارير إخبارية تفيد بأن الوضع في البلاد "طبيعي"، حاولت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية التقليل من شأن الهجوم الإسرائيلي على البلاد.
وعرضت شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية، في صباح اليوم التالي للهجمات الإسرائيلية، أجزاء مختلفة من العاصمة طهران، المدينة التي أكدت إيران أنها واحدة من المحافظات الثلاث التي اُستهدفت الليلة الماضية.
وأظهرت التقارير الإخبارية الأطفال وهم ذاهبون إلى المدرسة، بالإضافة إلى تصوير أشخاص يمارسون الرياضة في الحدائق في الصباح الباكر، وأسواق الفاكهة والخضروات المفتوحة كالمعتاد.
كما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الإيرانية، في الصباح أن المسؤولين دعوا الناس إلى "الحفاظ على الهدوء وعدم الالتفات للشائعات".
كما قللوا عبر مختلف وسائل الإعلام الإيرانية من أهمية الهجوم الذي وصفوه بأنه "غير ناجح".