قضى نحو نصف حياته داخل السجون الإسرائيلية.. ماذا تعرف عن يحيى السنوار؟

6 قراءة دقيقة
قضى نحو نصف حياته داخل السجون الإسرائيلية.. ماذا تعرف عن يحيى السنوار؟ السنوار (يمين) واسماعيل هنية (فيسبوك)

ترعرع في مخيمات اللاجئين

 قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، إن الجيش تمكن من قتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار في قطاع غزة، وسط تواصل عمليات التأكد من الحمض النووي.

 

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن "الاشتباك مع السنوار وقع بتل السلطان برفح جنوبي قطاع غزة وكان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر".

 

وكان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) قالا في بيان مشترك، إنه "يتم فحص احتمال أن يكونا قد تمكنا من القضاء على السنوار"، فيما وصف بـ"نشاط للجيش في غزة". 

 

وذكر البيان أنه تم العثور على جثث 3 ممن وصفهم بـ"المخربين"، وإنه يفحص "إن كان السنوار أحدهم، مؤكداً أنه "لا يوجد بعد تأكيد نهائي لهوية الثلاثة".

 

من هو السنوار؟

 

كان يحيى إبراهيم السنوار، سيتم في التاسع والعشرين من تشرين الأول الحالي، عامه الثاني والستين؛ وقد وُلد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962.

 

ومن هذه السنوات الـ62 تقريباً، قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عاماً، هي معظم سنوات شبابه.

 

وفي الأصل، ينحدر السنوار عن عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان – قبل الاحتلال وإعلان إسرائيل "دولتها" عام 1948.

 

وترعرع يحيى السنوار في مخيم خان يونس الذي ما لبث أن وقع أيضاً تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967.

.

وتلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم، حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي، ويحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.

 

وفي عام 1982 أُلقي القبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في "أنشطة تخريبية".

 

وفي عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاماً)، أمضى منها 24 عاماً في السجن.

 

صاحب النفوذ

 

يوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، وهو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ"مجد". 

 

وكانت نقطة التحول في مسار السنوار، عندما تفاوضت "إسرائيل" على صفقة لتبادل الفلسطينين المعتقلين لديها مقابل الجندي "جلعاد شاليط" الذي أسرته حماس عام 2011.

 

حينئذ، استخدمت إسرائيل السنوار كمحاور، حيث كان مسموحاً له بالتحدث إلى قياديّي حماس الذين أرادوا استبدال أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل "شاليط".

 

وقد اعترضت إسرائيل على عدد من الأسماء التي اقترحتها حماس، ولم يكن السنوار من بين هؤلاء المعترَض عليهم، وبالفعل في 2011، أُطلق سراح السنوار وأصبح قيادياً في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس.

 

،أثناء فترة اعتقالهنجح أطباء إسرائيليون في إزالة ورم من مخ السنوار، فيما يقول عديدون إنه استفاد من معرفته بالسجون الإسرائيلية، التي حصل عليها خلال السنوات الطويلة التي قضاها في زواياها، مما أعطاه نفوذاً بين القيادات العسكرية في حماس.

 

النشاط السياسي

 

وعلى الصعيد السياسي في حماس، في عام 2017، انتُخب السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة.

 

وفي العام نفسه، لعب السنوار دوراً دبلوماسياً رئيسياً في محاولة إصلاح العلاقات بين السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة من جهة، وحركة حماس في غزة من جهة أخرى، ولكن لم يُكتب لهذه المحاولة النجاح.

 

كما عمل السنوار في مجال إعادة تقييم لعلاقات حماس الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر.

 

وفي أيلول 2015، أدرجت الخارجية الأمريكية يحيى السنوار على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين". 

 

بعد الطوفان

 

بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول، أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.

 

وأصبح التخلص من زعيم حماس أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، إذ يعتبره مسؤولون إسرائيليون العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

في 14 تشرين الثاني 2023 فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على قيادات من حماس تشمل تجميد أصول وحظر السفر، ومن بينهم السنوار.

وأصدرت السلطات الفرنسية في 30 تشرين الثاني 2023 مرسوماً يقضي بتجميد أصول السنوار لمدة ستة أشهر.

 

لم يظهر السنوار علناً خلال تلك الحرب، وذكرت صحف اسرائيلية، أنه "التقى بعض الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم في غزة، وأخبرهم بلغة عبرية سليمة أنهم في المكان الأكثر أماناً ولن يتعرضوا لأي مكروه".

 

في كانون الأول 2023، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو محاصرة قوات الجيش الإسرائيلي منزل السنوار لكن لم يتم الوصول إليه، فيما يعتقد مسؤولون في جيش الاحتلال أنه يدير العمليات مع باقي قادة الجناح العسكري لحماس من داخل شبكة الأنفاق التي بنتها الكتائب تحت الأرض.

 

زعيم "حماس"

 

في يوم 31 تموز 2024 أعلنت حركة حماس أن "إسرائيل" اغتالت رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، وذلك بقصف الشقة التي كان فيها مع مرافقه.

 

وقد كان هنية في طهران على رأس وفد من الحركة للمشاركة في مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشيكيان.

 

وبعد دفن هنية في العاصمة القطرية الدوحة، بدأت الحركة انتخابات داخلية لاختيار خلفية لهنية، وأعلنت يوم الثلاثاء 6 آب 2024 أن هيئتها الشورية اختارت بالإجماع يحيى السنوار رئيساً جديداً للحركة.

الجبال

نُشرت في الخميس 17 أكتوبر 2024 06:12 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.