تحدث عنه "نعيم قاسم" و"نتنياهو" مؤخراً.. ما هو مشروع الشرق الأوسط الجديد؟

6 قراءة دقيقة
تحدث عنه "نعيم قاسم" و"نتنياهو" مؤخراً.. ما هو مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ نتنياهو يحمل خريطة ما اسماها بـ"دول الشر" في اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة

محللون يفسرون الأمر لـ"الجبال"

يقدم محللون لمنصة "الجبال" تفسيرات مختلفة بشأن مفهوم "الشرق الأوسط الجديد" الذي تحدث بشأنه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، مؤخراً. 

 

وكان قد تكرر مشهد ظهور مسؤولين إسرائيليين حاملين خرائط لـ"إسرائيل" في محافل دولية، في إحداها ضمت الأردن، واللافت أن جميعها تخلو من أي إشارة لدولة أو أراضٍ فلسطينية.

 

وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، ظهر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حاملاً لخريطتين، شملت الأولى مناطق تكتسي باللون الأخضر للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع "إسرائيل" أو تخوض مفاوضات لتطبيع علاقاتها معها، وضمت مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن، أما الخريطة الثانية؛ فقد شملت مناطق صبغت باللون الأسود، وسماها نتنياهو "الملعونة"، وضمت إيران وحلفاءها في المنطقة؛ سوريا والعراق واليمن وكذلك لبنان.

 

رؤية الكيان 

 

وحول ذلك يقول محمد حسن سويدان، كاتب ومحاضر في العلاقات الدولية ومقرب من "حزب الله" اللبناني، أن نتانياهو "يريد تغيير الواقع في الشرق الأوسط الذي فرض بعد 7 تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى)، الذي شهد ظهور محور المقاومة وتحوله من الإطار النظري إلى العملي، عبر المفهوم العسكري المعروف بوحدة الساحات".

 

أقلق هذا التحول، بحسب سويدان، إسرائيل التي لم تعد قادرة على شن الحرب ضد طرف دون أن "تأخذ بعين الاعتبار تدخلات وتبعات تدخلات أطراف المحور الثاني"، وهذا يزيد كلف اعتداء الكيان على أي طرف من طرف المحاور، ويقلص إمكانية أن يصمد، على حد وصف الكاتب.

 

وتابع سويدان أن "هذا الواقع الإقليمي الجديد الذي كان نتنياهو يتحدث عنه منذ 7 تشرين الأول، بات يؤثر عليه ويضغط على الاقتصاد والسياسية الإسرائيلية والعسكرية، فالحرب في جبهات متعددة يختلف بالحرب على جبهة واحدة".

 

وقال الكاتب إن هذا الواقع الجديد "أصبح مثل الطوق الذي يشتد على الكيان الإسرائيلي، حيث تلقى الكيان ضربات من مختلف دول المحور ضمن جبهات الإسناد، لذلك رأى نتنياهو أن من الضروري أن ينتفض على هذا الواقع الذي بدأ المحور بتشكيله".

 

وأكد سويدان أن "نتنياهو يريد أن يعيد محور المقاومة ومشروع محور المقاومة إلى الإطار النظري بعيداً عن العملي الذي ظهر في وحدة الساحات، ولكي ينجح بذلك كان عليه أن يفتح حرباً في لبنان، وهذا مؤشر أن لبنان كانت جبهة قاسية عليه وحاول تحملها لفترة طويلة لكن انتفض لأنه يشعر بالأذى"، على حد وصف الكاتب.

 

و"يقاتل نتنياهو من أجل شرق أوسط فيه محور المقاومة ضعيف"، وهذا بحسب سويدان "دون جدوى، وهو ما يسعى تحقيقه بالحرب على لبنان والتصعيد مع إيران وضرب باقي أطراف المقاومة، وهي رؤية  تتضمن أن يكون الردع في المنطقة بيد إسرائيل ومحور المقاومة في أفضل حالته يبقى في الإطار النظري".

 

"مشروع المقاومة الكبير"

 

في المقابل تظهر رؤية محور المقاومة، بحسب ما ينقلها سويدان، أنها تشمل الحافظ على مكتسبات "7 اكتوبر"، واستمرار  " وحدة الساحات والخطاب الموحد، وزيادة الكلف على العدوان الإسرائيلي من خلال إجباره على حرب متعددة الجبهات، ومنافسة الكيان على سلم التصعيد". 

 

وذلك يصر المحور، والكلام لسويدان، على "ربط أحداث فلسطين بأحداث لبنان، وهو ما أكده نعيم قاسم عندما قال إن السلام في لبنان يعتمد بالسلام في فلسطين، لأن الكيان توسعي وإذا بقى يشن حرباً في فلسطين عندها يبقى خيار شن العدوان في لبنان قائماً، وهذا يجب أن لا يبقى بالحسبان".

 

وبيّن الكاتب أن "المقاومة في لبنان تعمل ضمن بعدين؛ البعد اللبناني الداخلي لدفع العدوان وزيادة الكلف عليه، والبعد الاقليمي، لافتاً إلى أن "المقاومة تعتبر أنها في حرب تأسيسية لمحور جديد بالإقليم، محور اثبت جدواه ويملك القوة والجرأة لمنع الكيان من التمادي بالمنطقة عبر إفشال هدفه، والتأكيد على أنه غير  قادر على شن حرب ضد طرف دون أن يأخذ بالحسبان الاطراف الأخرى للمحور".

 

وبعد نهاية الحرب، يقول سويدان إن "محور المقاومة سيقوم بمراجعة مشروعه ويرمم فيه ويراكم القدرة، كما انتقلت المقاومة في لبنان من 2006 من قوة بسيطة إلى إقليمية، فإن محور المقاومة في الحرب يريد أن تنهي بانتصار حتى ينتقل بمشروعه من الإطار النظري إلى رؤية إقليمية علمية تتطور وتكبر مع مرور الوقت".

 

وأضاف أن "فكرة المشروع الإساسية لا يشمل فقط دول المحور؛ العراق، سوريا، لبنان، اليمن، فلسطين، إيران، وإنما يشمل كل حر وشريف بالمنطقة بالدول العربية بعيداً عن الأنظمة هو جزء من المقاومة"، موضحاً أنه "مشروع يمتد من الأنظمة في بعض الدول إلى الشعوب في بعض الأنظمة، ويريد أن يكون مشروعاً قوياً بالمنطقة" .

 

وقبل أيام كان قد انتقد نائب أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، من يتحدثون عن مشروع إيراني في المنطقة تنفذه عبر حلفائها مثل "حزب الله". 

وقال في كلمة مصورة: "لسنا أمام مشروع إيراني بل إننا أمام مشروع فلسطيني لتحرير فلسطين يدعمه الإيرانيون والأحرار في هذه المنطقة".

بالمقابل، حذر من أن المنطقة أمام خطر "شرق أوسط جديد" تعمل على صياغته إسرائيل والولايات المتحدة.

 

تفكيك الصراع 

 

في الأثناء، قال الباحث والأكاديمي عقيل عباس، إن فكرة الشرق الأوسط الجديد "جاءت بعد حرب العراق الأخيرة، وخلاصته هي بتفكيك النزاعات، بالذات النزاع العربي الإسرائيلي واستبدال علاقات المواجهة والشك والريبة بالتعاون الاقتصادي".

 

وشبه عباس ما يجري الآن في المنطقة بما كان يحدث في أوروبا  قبل الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أنه "كانت هناك أقطاب ودول متصارعة ثم أخذت بعد الحرب طريق التنمية الاقتصادية وحل النزاعات سلمياً".

 

ويتابع: "بدل من صراع السعودية والعرب وإسرائيل تفكك هذه الصراعات لصالح شراكات اقتصادية وعلاقات سياسية تؤدي إلى الازدهار، وهذا الازدهار الاقتصادي يفكك النزاعات الهوياتية".

 

وبيّن أن "الناس في حالة الفقر اقتصادي وعدم وجود التنمية وغياب الأفق الإيجابية، وهو ما يجعلهم يتمسكون بالهويات القبلية والأصولية، وهذا سيساهم في تغذية الصراعات والنزعات المتطرفة. هكذا فهم نتنياهو الشرق الأوسط الجديد".

الجبال

نُشرت في الأربعاء 16 أكتوبر 2024 08:58 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.