كشفت أمانة بغداد، الاثنين 22 كانون الأول 2025، عن إبادة نحو 20 ألف كلب في بغداد، كحصيلة حملة أطلقتها منذ كانون الثاني 2025 وحتى نهاية الشهر الماضي، بينما أشارت إلى أن الكلاب المُبادة يتم طمرها في منطقتي النباعي والنهروان.
وقال المتحدث باسم الأمانة عدي الجنديل في تصريح تابعته "الجبال"، إن "الدوائر البلدية نفذت 1562 حملة منذ الأول من كانون الثاني الماضي وحتى الثلاثين من تشرين الثاني 2025، أسفرت عن إبادة 19.386 كلباً سائباً في مختلف مناطق العاصمة".
وأضاف الجنديل، أن "الأمانة مستمرة في هذه العمليات من خلال جميع تشكيلاتها البلدية، وبالتنسيق المشترك مع وزارة الداخلية ودائرة البيطرة"، مشيراً إلى، أن "الأمانة تولت توفير وشراء الخراطيش اللازمة لتنفيذ الحملات، فيما تمت مفاتحة وزارة الداخلية لتنسيب رماة مختصين، ودائرة البيطرة لضمان حضور ممثل عنها خلال التنفيذ".
وبيّن، أن "شُعب البيئة والمخلفات الصلبة في الدوائر البلدية كافة تواصل مهامها بشكل شبه يومي للسيطرة على الأعداد المتزايدة للكلاب السائبة"، مبيناً، أن "العملية تتبعها إجراءات صحية وبيئية، حيث يتم رفع الكلاب النافقة ونقلها ليتم طمرها في المواقع المخصصة بالطمر الصحي في منطقتي (النباعي) و(النهروان)".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة، توفّر المصل واللقاح المضاد لداء الكلب في جميع المؤسسات الصحية، مؤكدة أهمية مراجعة المؤسسات الصحية عند التعرّض لـ"عضة".
وبحسب المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، فإن "داء الكلب مرض فيروسي قاتل، وليس كل كلب مصاباً به، إلا أن السلامة الصحية تقتضي اعتبار أي عضة كلب حالة طارئة تستوجب مراجعة أقرب مؤسسة صحية فوراً".
وأشار إلى أنّ "العلاج الوقائي من داء الكلب يمر بعدة مراحل، تبدأ بتنظيف الجرح الناتج عن العضة أو الخدش تنظيفاً جراحياً دقيقاً، ثم إعطاء اللقاح أو المصل المضاد، حيث تُعطى الجرعة الأولى خلال دقائق أو ساعات من التعرض للإصابة، يليها نظام خاص بعد 3 أيام، وبعد أسبوع، ثم بعد أسبوعين، وأخيراً بعد أكثر من 20 يوماً، مع متابعة الحالة من قبل فريق طبي متخصص".
وأكد أنّ "فيروس داء الكلب خطير جداً، ولا يوجد علاج له داخل العراق أو خارجه بعد ظهور الأعراض، وتكون نسبة الوفاة 100 بالمئة في حال بدء نشاط الفيروس داخل جسم الإنسان"، مبيناً أن "الوقاية ممكنة فقط خلال الساعات الأولى بعد التعرض للعضة".
ولفت إلى أنّ "المصاب قد تظهر عليه أعراض تشمل السعال، والهلوسة، والتهابات الدماغ، والخوف من الماء، ويتوفى خلال أيام قليلة"، مبيناً أن "أغلب حالات الشكاوى والانتقادات الموجهة إلى وزارة الصحة تعود إلى إهمال مراجعة المؤسسات الصحية بعد التعرض لعضة كلب، خصوصاً إذا كانت الإصابة بسيطة، لتتم مراجعة المستشفى بعد ظهور الأعراض، حيث لا يكون هناك علاج سوى الرعاية التحفظية، ما يؤدي إلى سوء فهم لدى المواطنين حول توفر اللقاحات أو تقصير الوزارة".
وفيما يخص ظاهرة الكلاب والحيوانات السائبة، أكد البدر أن "مكافحتها ليست من مسؤولية وزارة الصحة، بل تقع ضمن مهام لجان محلية في كل محافظة برئاسة المحافظ، وعضوية أمانة بغداد في العاصمة، والجهات الأمنية، ووزارة الزراعة، ودائرة البيطرة، مع مشاركة وزارة الصحة كعضو ضمن هذه اللجان".
وأشار إلى أنّ "دور وزارة الصحة يتركز على التشخيص والعلاج والتوعية الصحية، سواء في ما يخص داء الكلب أو الحمى النزفية"، لافتاً إلى أن "التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة ليس من اختصاص الوزارة، وإنما من مسؤولية الجهات المدنية المختصة كوزارة الزراعة والبيئة والحكومات المحلية والبلديات والقوات الأمنية".
وقال أيضاً إن "المصل واللقاح المضاد لداء الكلب متوفران في جميع المؤسسات الصحية، ولا سيما ردهات الطوارئ والمستشفيات الرئيسة في بغداد والمحافظات، وفق بروتوكول صحي معتمد للتعامل مع هذه الحالات".
ودعا البدر، الجهات المعنية إلى "تكثيف جهودها لمعالجة ظاهرة الكلاب السائبة"، مشيراً إلى أن "الحالات المسجلة رسمياً بداء الكلب في العراق محدودة"، مبيناً أن "الوزارة تتعامل مع أي عضة كلب على أنها محتملة لنقل المرض وتتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة فوراً"، محذراً من "الخلط بين الإصابة بعضة كلب والإصابة الفعلية بداء الكلب".
كلاب سائبة في العراق (تعبيرية/ مواقع التواصل)