خاص| عقب التحذيرات الأميركية حول مصير العراق.. ماذا سيحصل؟

خاص| عقب التحذيرات الأميركية حول مصير العراق.. ماذا سيحصل؟ مارك سفايا/ أرشيفية

رسالة من تحالف "الفتح"

رد تحالف الفتح الذي يرأسه هادي العامري، على تصريحات المبعوث الأميركي إلى العراق مارك سافايا، الذي حذر فيها من أن "العراق أمام لحظة حاسمة، إما الاستقرار أو التدهور والتفكك".

 

وقال القيادي في التحالف، محمود الحياني، في حديث لـ"الجبال"، اليوم السبت 13 كانون الأول 2025، إن "العراق دولة قوية ووطنية، وهو قادر على تجاوز كل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية دون تدخل خارجي يفرض مواقف مسبقة، ومثل هذه التصريحات لا تعكس حقيقة الواقع العراقي، الذي أثبت مرونة كبيرة في مواجهة الأزمات خلال السنوات الماضية".

 

بيّن الحياني أن "الحوار الوطني بين القوى السياسية العراقية هو الضمان الحقيقي لاستقرار البلاد، وليس التهديدات أو الضغوط الخارجية، والشعب العراقي قادر على الحفاظ على وحدته وسيادته، وأن الدولة مستمرة في أداء واجباتها تجاه المواطنين رغم الظروف الصعبة".

 

وأضاف "العراق ماض على طريق البناء والإصلاح، ولن يسمح لأي طرف بأن يختزل مستقبله في خيارين متناقضين، فالواقع أكثر تعقيداً وثراء من مجرد ثنائية الاستقرار أو التفكك".

 

"رسائل مبطّنة"

من جهته، قال مدير "مركز الرفد" للإعلام والدراسات الاستراتيجية، عباس الجبوري، لـ"الجبال"، أن "تصريح سافايا، يحمل رسائل واضحة ومبطنة بشأن التوجهات الأميركية تجاه بغداد، وهذه التصريحات ليست مجرد تحذير عام، بل تعكس رؤية واشنطن لما تعتبره الأولويات الاستراتيجية للعراق، بدءاً من الاستقرار السياسي وصولاً إلى الإصلاحات الاقتصادية والأمنية".

 

وأوضح الجبوري أن "المبعوث الأميركي يركز ضمن تصريحاته على ثلاثة محاور رئيسية، الأول: الاستقرار السياسي والمؤسساتي، فأشار إلى أن واشنطن تشدد على ضرورة تحقيق توافق واسع بين القوى السياسية العراقية، وتعزيز فعالية مؤسسات الدولة لضمان حكومة قوية قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة، مما يقلل من الانقسامات الداخلية".

 

والمحور الثاني، بحسب قول الجبوري، يشمل إدارة التحالفات الإقليمية والدولية، فأكد أن "تصريح سافايا يعكس رغبة الولايات المتحدة في استمرار دور العراق كحليف استراتيجي، مع مراقبة العلاقات مع إيران والدول الإقليمية الأخرى، وتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع واشنطن". 

 

فيما يركز المحور الثالث على "الإصلاحات الاقتصادية والأمنية"، حيث لفت إلى أن "عبارة (التدهور والتفكك) تحمل تحذيراً ضمنياً من استمرار ضعف الاقتصاد العراقي وتراجع الخدمات العامة، وهو ما قد يفتح المجال لتدخلات خارجية أو يزيد من نفوذ الجماعات المسلحة، ما يجعل الإصلاحات الاقتصادية والأمنية محور اهتمام أميركي مباشر".

 

وتابع مدير المركز الاستراتيجي أن "أسلوب المبعوث الأميركي في التعبير عن هذه الرسائل من خلال تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي، يعكس ما وصفه بـ(الضغط الناعم) على بغداد"، مشيراً أن "واشنطن تسعى لإيصال رسائل واضحة دون الدخول في تهديدات مباشرة، مع الحفاظ على هامش دبلوماسي واسع".

 

وأكد الجبوري أن "التوقيت حساس، والعراق يمرّ بتحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والإقليمي، ما يجعل متابعة الرسائل الأميركية ومطالبها المحتملة ضرورة لكل القوى السياسية والمجتمع المدني".


الجبال

نُشرت في السبت 13 ديسمبر 2025 01:55 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.