أعربت نقابة الأطباء البيطريين في العراق، السبت 6 كانون الأول 2025، عن "قلقها البالغ" إزاء تسجيل إصابات بإنفلونزا الطيور في عدد من مشاريع الدواجن، مشيرة إلى أن وتيرة انتشار المرض، تستوجب التوقف عند الأسباب الحقيقية لظهوره وتمددّه.
وقالت النقابة في بيان تلقت "الجبال" نسخة منه، إنها "تتابع بقلق بالغ المستجدات الأخيرة المتعلقة بتسجيل إصابات إنفلونزا الطيور في عدد من مشاريع الدواجن في البلاد، وما خلّفته من خسائر مالية كبيرة لأصحاب الحقول، إضافةً إلى ما تشكّله من تهديد مباشر للثروة الحيوانية وللأمن الغذائي الوطني"، مشيرة إلى أن "وتيرة انتشار المرض تستوجب التوقف عند الأسباب الحقيقية لظهوره وتمددّه، والبحث في الحلول الواقعية التي يمكن أن تسهم في الحد من هذا التحدي الصحي والاقتصادي المتصاعد".
وأضاف البيان، أن "الأسباب المحتملة وراء انتشار إنفلونزا الطيور وبحسب ما تشير المتابعات الميدانية والتقارير العلمية إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها كالتالي:
1. عوامل تتعلق بالإدارة والأمن الحيوي داخل الحقول.
2. ضعف الالتزام بإجراءات Biosecurity رغم كونها خط الدفاع الأول.
3. إدخال أفواج جديدة أو أعلاف أو أدوية دون فحص بيطري أو دون تعقيم مناسب.
4. غياب إدارة محكمة لحركة العمال والزائرين وعدم وجود سجلات دقيقة للدخول والخروج.
5. التخلص غير الصحيح من النافق والمخلفات الحيوانية بما يسهم في نشر الفايروس.
6. عدم التزام أصحاب المشاريع بتعليمات الطبيب البيطري وجهلهم بآليات التطبيق الصحيحة، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية".
وتابع البيان، "كما أن هناك عوامل تتعلق بالعلاج والتشخيص، وهي كالتالي:
1. الاعتماد على علاجات عشوائية دون إجراء تشخيص مخبري معتمد.
2. استخدام مضادات فايروسية أو مضادات حيوية غير فعّالة أو غير مناسبة للحالة المرضية.
3. تدخّل غير المختصين في وصف العلاج، مما يزيد من انتشار المرض ويُضعف فرص السيطرة عليه".
وأكمل، "أما العوامل التي تتعلق باللقاحات المستوردة، فهي كالتالي:
1. دخول عترات لقاحية غير رصينة أو غير مطابقة للمحددات البيطرية الرسمية.
2. عدم توافق اللقاح مع العترة المنتشرة حاليًا، مما يؤدي إلى فشل المناعة الحقلية.
3. سوء التخزين والنقل وعدم الحفاظ على سلسلة التبريد مما يقلل من فعالية اللقاح.
4. ضعف كفاءة كوادر التلقيح وعدم التزامها بمعايير السلامة والجودة أثناء عملية التلقيح".
وبحسب بيان النقابة، فإن "هناك عوامل بيئية ومناخية وتنظيمية، متعلقة بانتشار الفيروس، وكما يلي:
1. التقلبات المناخية الحادة التي تؤثر سلباً على مناعة الطيور.
2. كثافة التربية العالية وقرب الحقول من بعضها البعض، مما يزيد من سرعة انتشار العدوى.
3. عدم التزام بعض مستوردي بيض التفقيس بالتعليمات والمواصفات الطبية المتعلقة بالاستيراد والنقل، ولجوء البعض إلى مصادر غير معروفة أو غير رصينة.
4. سوء إدارة المفاقس وعدم إشراف طبيب بيطري مختص على عمليات الإدخال، والحضانة، والتفقيس، والتلقيح داخل المفقس، رغم الدور المحوري للمفاقس في كسر أو نقل سلسلة العدوى.
وقالت النقابة، إن "خطوات مواجهة الملف وحماية قطاع الدواجن، تستوجب ما يلي:
1. تفعيل الدور البيطري المهني داخل المشاريع ( الإشراف البيطري ): ضرورة وجود مشرف بيطري متخصص بشكل دائم في كل مشروع، مع الابتعاد عن الاعتماد على العمالة غير المختصة أو الاجتهادات الفردية.
2. تشديد إجراءات الأمن الحيوي: وضع وتنفيذ خطة Biosecurity صارمة تشمل التطهير اليومي للحقول والممرات، وإدارة دقيقة لحركة الأشخاص والمعدات، وتطبيق الحجر البيطري الداخلي، بالإضافة إلى استخدام بروتوكولات تعقيم حديثة وفعّالة.
3. منع تداول اللقاحات غير المجازة أو غير المطابقة للمعايير العالمية مع تحميل الجهات المستوردة أو الموزعة المسؤولية القانونية الكاملة عن أي خرق أو أضرار تنجم عن إدخال لقاحات غير مطابقة للضوابط الرسمية.
4. إجراء التشخيص المخبري قبل بدء العلاج: إن إنفلونزا الطيور مرض فايروسي لا تُعالج بالمضادات الحيوية، لذا فإن إجراء التشخيص المخبري الدقيق PCR، ELISA، العزل الفيروسي، أو التحري المصلي يُعد خطوة أساسية لاتخاذ القرار العلاجي والصحي الصحيح ولمنع تفاقم الإصابات.
5. دعم مشاريع الدواجن بالإرشاد والتدريب المستمر من خلال: تنظيم ورش عمل ودورات تخصصية للأطباء والمربين، وتحديث بروتوكولات الوقاية والاستجابة للأوبئة بما يتوافق مع العترات المتداولة، بالإضافة إلى تعزيز التواصل بين الحقول والكوادر البيطرية المختصة لتقليل الأخطاء ورفع جاهزية الاستجابة".
ودعت نقابة الأطباء البيطريين جميع لأطباء البيطريين المتخصصين في قطاع الدواجن إلى "تقديم آرائهم العلمية ومقترحاتهم المهنية بشأن هذا الملف الحيوي"، مشيرة إلى أن "التوصيات الجماعية ستُسهم في صياغة موقف مهني متكامل يُرفع إلى الجهات المعنية، بما يضمن حماية الثروة الحيوانية وتعزيز استدامة قطاع الدواجن في العراق".
حقل دواجن (تعبيرية/ أرشيف)