أكدت وزارة الموارد المائية العراقية الاتحادية، على أهمية مشاريع معالجة المياه في إقليم كوردستان لجميع محافظات العراق، فيما أشار خبير بالشأن المائي والبيئي إلى أن هذه المشاريع تشكل "نقطة تحوّل" في تعزيز الأمن المائي.
وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، في حديث لمنصة "الجبال"، اليوم الاثنين 17 تشرين الثاني 2025، إن "هناك أهمية للمشاريع التي تقوم بها حكومة إقليم كوردستان في مجال معالجة المياه، وهذه المشاريع لها أثر إيجابي مباشر على عموم محافظات العراق، بما يسهم في تحسين جودة المياه وتعزيز الأمن المائي الوطني".
وبيّن شمال أن "الوزارة تتابع عن كثب جميع المشاريع الخاصة بمعالجة المياه في إقليم كوردستان، وهناك تنسيق للجهود بين الحكومة الاتحادية والإقليم لضمان استفادة جميع المحافظات من هذه المشاريع الاستراتيجية، ونحن ملتزمون بتعزيز التعاون المشترك مع إقليم كوردستان في مجالات المياه المختلفة، ونسعى لضمان أن تصل فوائد مشاريع معالجة المياه إلى جميع العراقيين، خصوصاً في المناطق التي تعاني من شح المياه أو تلوثها".
وأضاف أن "المشاريع الحالية تشمل تطوير محطات معالجة المياه وإعادة تأهيل شبكات توزيعها، فضلاً عن مشاريع لتخفيض فاقد المياه وتحسين كفاءة استخدامها، وهو ما يعكس حرص الحكومة على إدارة الموارد المائية بشكل مستدام ومتوازن بين المحافظات".
وختم شمال حديثه قائلاً إن "التعاون بين وزارة الموارد المائية وحكومة إقليم كوردستان يمثل نموذجاً إيجابياً للتنسيق بين الحكومة الاتحادية والاقليم، ونحن على يقين أن هذه المشاريع ستسهم في تحسين حياة المواطنين وتوفير مياه صالحة للشرب والزراعة والصناعة في مختلف أنحاء العراق".
نقطة تحوّل
من جهته، قال الخبير في الشأن المائي والبيئي عادل المختار، في حديث لـ"الجبال"، إن "المشاريع الاستراتيجية التي تنفذها حكومة إقليم كوردستان في مجال معالجة مياه الصرف الصحي تمثل نقطة تحول حقيقية في تحسين البنية التحتية الخدمية وتعزيز الأمن المائي لعموم محافظات العراق، وليس للإقليم وحده، نظراً لارتباط المنظومات المائية والبيئية بشكل مباشر بين المحافظات كافة".
وبين المختار أن "خطوة وضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من مشروع تنقية ومعالجة مياه الصرف الصحي في أربيل تؤكد التزام حكومة الإقليم برفع كفاءة المعالجة وتقليل التلوث وتحويل المياه المهدورة إلى مورد قابل للاستفادة في الزراعة والصناعة والري الأخضر، والمشروع يعد من أكبر منظومات المعالجة المتطورة في العراق ويعتمد تقنيات حديثة مطابقة للمعايير العالمية".
وأضاف أن "هذه المشاريع لا تنعكس على الإقليم وحده، بل تمتد تأثيراتها إلى باقي المحافظات العراقية من خلال خفض نسب الملوثات التي تصل إلى المجاري المائية المشتركة، وتحسين نوعية المياه الجوفية والسطحية، وتقليل تكاليف المعالجة اللاحقة التي تتحملها الحكومات المحلية، كما تسهم في الحد من التدهور البيئي الذي تتسبب به شبكات الصرف التقليدية".

سد كومسبان، الذي افتتح في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2024 من قبل رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني
أكد المختار أن "الحكومة في إقليم كوردستان تتقدم بخطوات واضحة في ملف البيئة عبر تبني مشاريع ذات رؤية بعيدة المدى، لاسيما في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك، حيث يجري العمل على إنشاء وتطوير محطات معالجة متكاملة تستوعب التوسع السكاني والعمراني المتسارع، وتحد من الانبعاثات والروائح والمخلفات غير المعالجة"، موضحاً أن "نجاح هذه المشاريع يمكن أن يشكل نموذجاً قابلًا للنقل والتطبيق في باقي محافظات العراق، خصوصاً في المدن التي تعاني من ضغط كبير على شبكات الصرف الصحي وغياب محطات معالجة متطورة، والعراق بحاجة إلى رؤية موحدة لإدارة المياه، تبدأ من معالجة الصرف وتنتهي بإعادة تدوير الموارد المائية وفق أسس علمية".
ختم الخبير المائي والبيئي كلامه بأن "مشروع المرحلة الثانية في أربيل يمثل رسالة واضحة بأن الاستثمار في البيئة هو استثمار في الصحة العامة والتنمية المستدامة، ويجب أن يكون محور اهتمام الحكومات كافة، بما يضمن مستقبلاً مائياً آمناً للأجيال المقبلة".
3 مشاريع استراتيجية
وتجسّد قضية المياه النظيفة وحماية الثروة المائية السطحية والجوفية إحدى أبرز الملفات التي عنت بها حكومة إقليم كوردستان خلال السنوات الماضية، وقد أعلنت الحكومة في أربيل عن تنفيذ جملة مشاريع استراتيجية خدمية كفيلة بحلّ المشكلة المائية في مدن الإقليم لعقود مقبلة.
وأمس الأحد، شارك رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في مراسم وضع حجر الأساس لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع "معالجة مياه الصرف الصحي" في أربيل، الذي أعلن عنه خلال العام وتم إنجاز المرحلة الأولى منه بإشراف شركة يابانية.
وقال مسرور بارزاني خلال المراسم، إن هذا المشروع من شأنه أن "يمنع اختلاط مياه الصرف الصحي بمصادر المياه الطبيعية، ويحمي المياه الجوفية من التلوث، ويحدّ من خطر انتشار الأمراض الانتقالية عبر المياه الملوثة، ويدعم الزراعة النظيفة. مما يقلل الضغط بنسبة كبيرة على المياه الجوفية"، مؤكداً أن المشروع سيساهم في حماية المياه النظيفة بباقي المحافظات العراقية أيضاً.
وقبله بأيام، وضع مسرور بارزاني حجر الأساس لمشروع "ممر ژیان"، الأربعاء 5 تشرين الثاني 2025، في مدينة أربيل، وأكد أن "هذا المشروع سيكون له تأثير على مدينة أربيل من الناحية السياحية".

رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني يضع حجر الأساس لمشروع "ممر ژیان" في أربيل
يتجسّد المشروع الجديد بتحويل مساحة مهملة تتجمع فيها فضلات ومجاري عدة أحياء سكنية، إلى منطقة سياحية تضم ممراً مائياً (كورنيش) يحي المنطقة، وعلى جانبيه عشرات الأكشاك والمطاعم والمقاهي والأماكن الترفيهية.
وقد تم تصميم المشروع بواسطة مهندسين محليين ومستشارين إيطاليين، يمتدّ من منطقة "شاويس" في أربيل إلى "سيبردان"، ومنها إلى طريق كركوك الرئيس ومن ثم إلى طريق مخمور، بمساحة 101.600 متر مربع، وعرض 15 -25 متراً، وبعمق 5 أمتار.
والعام الماضي، وضع رئيس حكومة إقليم كوردستان حجر الأساس لمشروع "إمدادات المياه الطارئة" في أربيل، وتم أُنجازه في غضون أقل من عام. يهدف المشروع إلى معالجة نقص مياه الشرب في مدينة أربيل، ومن قدرته إنتاج 20 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب في الساعة.

مشروع "إمدادات المياه الطارئة" في أربيل
سيُسهم المشروع في حل مشكلة المياه في أربيل على مدى الثلاثين عاماً المقبلة، تم إنجاز المرحلة الأولى منه خلال الصيف، ومن المقرر إنجاز المرحلة الثانية من المشروع في شهر تشرين الثاني الجاري، ليتاح إيصال مياه الشرب إلى كافة أحياء مدينة أربيل.

رئيس الحكومة مسرور بارزاني يفتتح مشروع مياه قوشتبه وبيستانه والأرياف المحيطة الاستراتيجي في 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2025
مشروع مائي في أربيل