بعد إعلان "لوك أويل" نيتها بيع جزء من أصولها الدولية.. هل يتأثر إنتاج العراق النفطي؟ 

بعد إعلان "لوك أويل" نيتها بيع جزء من أصولها الدولية.. هل يتأثر إنتاج العراق النفطي؟  (تعبيرية AFP)

نفت وزارة النفط العراقية، اليوم الأحد 2 تشرين الثاني 2025، وجود أي تأثير فوري على النشاطات التشغيلية في حقل غرب القرنة 2 بمحافظة البصرة، وذلك عقب إعلان شركة "لوك أويل" الروسية نيتها بيع جزء من أصولها الدولية لمجموعة "غونفور" السويسرية، في إطار إعادة هيكلة استثماراتها الخارجية بعد العقوبات الأميركية الأخيرة.

 

وقال مصدر مسؤول في وزارة النفط، في تصريح خاص لـ"الجبال"، إن "النشاطات التشغيلية في حقل غرب القرنة 2 تسير بشكل طبيعي، ولم تتأثر بالإعلان الصادر عن شركة لوك أويل بشأن بيع بعض أصولها الدولية".

 

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "أي تغيير في الشريك الأجنبي داخل العقود العراقية يخضع حصراً لموافقة وزارة النفط والحكومة العراقية"، موضحاً أن الوزارة "لم تتلق حتى الآن أي إشعار رسمي من شركة لوك أويل بشأن نيتها بيع حصتها أو أي جزء من أصولها في العراق".

 

وأكد أن "العراق يدير قطاعه النفطي باستقلالية تامة، وفق القوانين والعقود النافذة، بعيداً عن تأثيرات القرارات والعقوبات الدولية"، مشيراً إلى أن "العقوبات الأميركية المفروضة على الشركات الروسية، بما فيها لوك أويل، شأن يخص تلك الشركات ولا يمتد بشكل مباشر إلى العقود الموقعة داخل العراق".

 

أوضح المصدر أن "حقل غرب القرنة 2، الذي يُعد من أكبر الحقول النفطية في العالم، يواصل إنتاجه بمعدلات مستقرة تتجاوز 480 ألف برميل يومياً، ضمن الخطط التطويرية المشتركة بين شركة لوك أويل الروسية وشركة نفط البصرة"، مشيراً أن "حقوق العراق محفوظة بالكامل، ولن يتم السماح بأي تغييرات قد تمس مصالح الدولة أو العاملين في المشروع".

 

شدّد المصدر على أن "الوزارة تراقب تطورات ملف لوك أويل عن كثب، بالتنسيق مع الجهات القانونية والفنية المعنية".

 

وكانت شركة لوك أويل، وهي من أكبر شركات الطاقة الروسية، قد أعلنت الخميس الماضي عزمها بيع معظم أصولها الدولية لصالح مجموعة غونفور السويسرية، في خطوة وُصفت بأنها استجابة مباشرة للعقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على قطاع الطاقة الروسي.

 

ويأتي هذا الإعلان بعد قرار وزارة الخزانة الأميركية، الصادر في 22 تشرين الأول، بفرض عقوبات على شركتي لوك أويل وروسنفت الروسيتين، بهدف زيادة الضغط على موسكو للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

 

وأوضحت "لوك أويل" في بيان رسمي أنها بدأت مفاوضات مع عدة مشترين محتملين، وأن عمليات البيع ستتم خلال فترة سماح تسمح بإجراء المعاملات مع الشركة حتى 21 تشرين الثاني، وفقاً لما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

 

وتمتلك الشركة الروسية أصولًا ومشاريع في 11 دولة، تشمل مصافي في بلغاريا ورومانيا، وحصة بنسبة 45% في مصفاة بهولندا، إضافة إلى شبكات من محطات الوقود في أوروبا. ويُعد حقل غرب القرنة 2 في العراق أحد أهم أصولها الدولية وأكثرها إنتاجاً، إذ تمتلك فيه حصة 75%، بحسب رويترز.

 

تخضع صفقة بيع أصول "لوك أويل" لموافقة الجهات التنظيمية الأميركية، بما في ذلك مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، المسؤول عن تنفيذ العقوبات المالية.

 

وأكدت "لوك أويل" في بيانها أنها "لن تجري أي محادثات إضافية مع أطراف أخرى حتى استكمال المفاوضات الحالية مع مجموعة غونفور"، مشيرة أنها تأمل في "الحفاظ على استقرار عملياتها التشغيلية في الخارج خلال فترة الانتقال".

 

وتُعد مجموعة غونفور واحدة من أكبر شركات تجارة السلع والطاقة في العالم، ويقع مقرها الرئيس في جنيف – سويسرا، وهي مسجلة قانونياً في قبرص.


الجبال

نُشرت في الأحد 2 نوفمبر 2025 02:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.