أعلن محافظ صلاح الدين بدر الفحل، الاثنين 27 تشرين الأول 2025، عن بدء الخطوات العملية لعودة أهالي قرية العوجة – مسقط رأس الرئيس الأسبق صدام حسين – إلى منازلهم بعد نحو 11 عاماً من النزوح، مؤكداً أن عودة السكان ستتم بشكل تدريجي وبإشراف لجنة عليا شكّلت بقرار ديواني خاص.
وقال الفحل في مؤتمر صحفي عقده في مبنى المحافظة، تابعته "الجبال"، إن "قرية العوجة كانت آمنة حتى عام 2014، إلا أن أحداث تنظيم داعش وما رافقها من معارك في محافظة صلاح الدين تسببت بنزوح جميع سكانها".
وأضاف أن "القرية بقيت خالية من أهلها لأسباب متعددة، منها تورّط عدد من أبنائها مع التنظيم الإرهابي، فيما غادر آخرون إلى خارج البلاد، بينما يقيم نصف عدد سكانها حالياً في مدينة تكريت التي تبعد نحو 5 كيلو مترات فقط عن العوجة".
لجنة حكومية برئاسة الفياض تشرف على العودة
وأوضح محافظ صلاح الدين أن "لجنة تنفيذ الأمر الديواني رقم 151114، برئاسة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، زارت المحافظة اليوم بحضور مستشار رئيس الوزراء فادي الشمري، وممثلين عن الأجهزة الأمنية والدوائر الخدمية"، مشيراً إلى أن "اللجنة وضعت مقترحات عملية لتهيئة عودة العوائل، لكنها تواجه تحديات خدمية وأمنية ولوجستية تتطلب إعادة تأهيل شاملة للمنطقة".
وأضاف الفحل: "اتفقنا على أن تكون قيادة عمليات صلاح الدين وقيادة الشرطة المحلية هما الجهتان الماسكتان للأرض، وأن تبدأ الدوائر الخدمية بإجراء الكشوفات الميدانية اعتباراً من هذا الأسبوع لتحديد حجم الأضرار والاحتياجات في مجالات الكهرباء والماء والمدارس والخدمات الأساسية".
وأكد المحافظ أن "اللجنة ستقدّم تقريرها النهائي في 16 تشرين الثاني المقبل (بعد الانتخابات)، على أن يتم في اليوم نفسه إدخال الجهد الخدمي إلى القرية لتنظيفها تمهيداً لإعادة الإعمار".
الدفعة الأولى: 400 عائلة من المدققين أمنياً
وأشار الفحل إلى أن "الخطة تتضمن إعادة أول وجبة من العائدين، وعددهم 400 عائلة، من الذين تم تدقيق ملفاتهم أمنياً والمقيمين حالياً في مدينة تكريت"، مؤكداً أن "عودة جميع العوائل ستتم خلال عام 2025، أي خلال الأشهر القليلة المقبلة".
وفي السياق ذاته، ذكرت هيئة الحشد الشعبي في بيان تلقته "الجبال" نسخة منه، أن "رئيسها فالح الفياض ترأس اجتماعاً في مبنى محافظة صلاح الدين، لبحث خطة تنفيذ الأمر الديواني الخاص بإعادة العوائل النازحة إلى قرية العوجة".
وأوضح البيان أن "الاجتماع حضره أعضاء اللجنة المكلفة، ومن بينهم محافظ صلاح الدين بدر الفحل، ومستشار رئيس الوزراء فادي الشمري، وممثلون عن وزارة الهجرة والمهجرين، وقيادتا العمليات والشرطة في صلاح الدين، إضافة إلى ممثلين عن مستشارية الأمن القومي، وجهازي الأمن الوطني والمخابرات".
وجرى خلال الاجتماع – بحسب البيان – "استعراض الخطوات التنفيذية لعودة النازحين وتحديد الجهة الأمنية الماسكة للأرض بالتنسيق مع قيادة عمليات صلاح الدين، فضلاً عن تكليف الجهات الخدمية باستئناف أعمالها في القرية وتأهيل بناها التحتية".
وتُعد قرية العوجة، الواقعة على بعد نحو 13 كيلو متراً جنوب تكريت، واحدة من أكثر المناطق إثارة للجدل في محافظة صلاح الدين، إذ ظلت مفرغة من سكانها منذ عام 2014 عقب سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من المحافظة.
وعلى الرغم من استعادة السيطرة على المنطقة قبل سنوات، إلا أن فصائل مسلحة منعت عودة الأهالي بحجة "الاعتبارات الأمنية والعشائرية"، وهو ما تسبب في استمرار نزوح المئات من العوائل إلى محافظات إقليم كردستان ومدن عراقية أخرى.
ويقول زعماء عشائر ونازحون من العوجة، إن "المنع كان مرتبطاً بالاعتبارات السياسية والتاريخية؛ كون القرية هي مسقط رأس الرئيس الأسبق صدام حسين، الذي أُعدم في عام 2006"، فيما يؤكد مسؤولون محليون أن "العودة الآن تهدف إلى طيّ صفحة الماضي وفتح مرحلة جديدة من التعايش والاستقرار في صلاح الدين".
اجتماع في محافظة صلاح الدين بحضور الفياض (إعلام المحافظة)