تستمرّ الجهود المشتركة بين العراق وإيران، بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للبحث عن المفقودين في حرب الثمان سنوات بين البلدين والتي خلّفت مئات آلاف الضحايا، في حين ما يزال أكثر من 52 ألف جندي من الجانبين في عداد المفقودين، بعد مرور نحو أربعة عقود.
وتتم عمليات تبادل الرفات بين العراق وإيران وفق "الآلية الثلاثية" التي أُنشئت عام 2008 بموجب مذكرة تفاهم وُقعت في جنيف، وتُيسرها اللجنة الدولية بهدف تنسيق الجهود بين البلدين لتحديد هوية المفقودين وإعادة رفاتهم إلى ذويهم.
بهذا الخصوص، قالت المتحدث الرسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، هبة عدنان، في حديث للجريدة الرسمية، اليوم الأربعاء 22 تشرين الأول 2025، إن "الجهات المعنية في كلا الجانبين تُجري عمليات بحث ميدانية دورية، ويتم العثور بين الحين والآخر على رفات بشرية تعود إلى ضحايا الحرب، وبعد استكمال الإجراءات القانونية والفنية اللازمة والتأكد من الهوية، تُنظم عمليات تسليم رسمية بإشراف اللجنة الدولية، وتُعلن عنها في حينها من قبل الجهات المختصة".
وذكرت عدنان أن "آخر عملية تبادل جرت في الخامس من تشرين الأول الجاري، حيث تم تسليم رفات 70 جندياً عراقياً و48 جندياً إيرانياً ممن فُقدوا خلال الحرب في ثمانينيات القرن الماضي، بعد التحقق من هوياتهم واستكمال جميع الإجراءات الفنية والقانونية المطلوبة"، مضيفة أن "اللجنة الدولية يسّرت منذ عام 2010 تبادل أكثر من 5,300 رفات بشرية بين البلدين، في حين تواصل اللجنة الثلاثية التي تترأسها اللجنة، تنسيق الجهود مع اللجان الوطنية في العراق وإيران لتحديد مصير جميع المفقودين وتقديم الإجابات للعائلات التي تنتظر منذ عقود لمعرفة مصير أحبائها".
وأوضحت المتحدثة أن "فرق البحث تواجه ظروفاً صعبة ومعقدة، إذ تقع العديد من مواقع الدفن والمقابر الجماعية في مناطق نائية أو ملوّثة بالمخلفات الحربية، ما يجعل الوصول إليها محفوفاً بالمخاطر. كما أن العوامل البيئية وتغيّر معالم الأرض بمرور الزمن تُعيق عملية التعرّف على الهويات، إضافة إلى غياب قاعدة بيانات مركزية موحدة وصعوبة مطابقة المعلومات بين الجهات المعنية في البلدين".
وأكدت عدنان أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل دعم السلطات العراقية فنياً ولوجستياً، من خلال تدريب الفرق المختصة وتزويدها بالمعدات الميدانية، وتعزيز قدراتها المؤسسية، بما يضمن إجراء عمليات البحث والانتشال وفق المعايير الإنسانية والعلمية المعتمدة دولياً".
وبما يتعلق بالإجراءات المتبعة بعد التعرف على الرفات، أشارت إلى أن "مديرية حقوق الإنسان في وزارة الدفاع العراقية هي الجهة الرسمية المسؤولة عن إبلاغ ذوي المفقودين ونشر أسماء أصحاب الرفات بعد كل عملية تبادل"، مشيرة أن "الوزارة تنشر القوائم على صفحتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن للعائلات الاستفسار مباشرة عبر الاتصال بالمديرية على الرقم (07901945476)".
وبحسب عدنان فإن اللجنة الدولية "لا تتولى عملية الإبلاغ أو إجراء فحوص الحمض النووي (DNA)، إذ إن تحديد هوية الرفات هو من مسؤولية السلطات العراقية المختصة، بينما يقتصر دور اللجنة على تقديم الدعم الفني والتقني وبناء القدرات لضمان تنفيذ العمليات وفق الأصول القانونية والإنسانية".