بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن قتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في الغارة التي استهدفت أمس مقر الحزب في ضاحية بيروت، تتّجه الأنظار نحو القيادي هاشم صفي الدين الذي يعدّ لخلافة نصرالله منذ سنوات.
من هو هاشم صفي الدين؟
هو ابن خالة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ولد عام 1964، في منطقة دير قانون النهر بجنوب لبنان، ويتحدّر من عائلة ذات ثقل اجتماعي في منطقته.
تزوّج بعمر صغير من أبنة رجل الدين عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى محمد علي الأمين، قبل أن يتوجّه إلى إيران لإتمام دراسته الدينية في مدينة "قم"، وهو من الداعمين لفكرة "ولاية الفقيه".
إبن الحزب المدلل
بحسب مقربين، فإن صفي الدين كان أحد الأشخاص الثلاثة (إلى جانب حسن نصرالله، والقيادي نبيل فاروق) الذين نالوا اهتمام المسؤول الأمني السابق لحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008. وحسب قولهم فإن مغنية هو من أرسل الأشخاص الثلاثة إلى قم للدراسة هناك.
وتشير بعض التقارير إلى ترجيح تعيين صفي الدين خلفاً لنصر الله، وأنه تم التحضير لذلك في قم بإيران منذ 1994.
نشاطه السياسي
يتقلّد صفي الدين الشخص الثاني في الحزب، منصب الرئيس التنفيذي لحزب الله، ويتولّى الإشراف على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية للحزب، ومنها إعادة إعمار الضاحية الجنوبية ببيروت بعد حزب تموز 2006.
وإلى جانب، مهامه الحزبية، هو يدير مجموعة الاستثمارات المالية للحزب، التي تضمن استقلالية موارده، يقدرها البعض بمليارات الدولارات. إذ أثرت قرابته من نصرالله على تعزيز دوره داخل الحزب، وهو يتمتع بدعم قوي من القاعدة الحزبية.
تجمع صفي الدين رابطة مصاهرة مع القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بعد زواج إبنه رضا صفي الدين من إبنة قائد الفيلق زينب سليماني.
ظل القيادي لفترة طويلة شبه مجهول في الأوساط السياسية اللبنانية، لحين اتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بحسن نصر الله، وهي دفعت بابن خالته إلى الظهور محله في مناسبات الحزب، خصوصاً جنازات عناصره وقياداته الذين قتلوا في لبنان أو خلال قتال الحزب في سوريا ضد المعارضة إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، أو في مناطق انتشاره الأخرى لمساندة البرنامج الإقليمي الإيراني.
وبعد انتشار الأخبار عن مقتله برفقة حسن نصر الله في الغارة الإسرائيلية أمس، إلا أن الجيش الإسرائيلي أكد أن "المعلومات المتوفرة تشير إلى نجاة هاشم صفي الدين من ضربة اغتيال نصر الله".