مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مناطق جنوب لبنان وشرقه، أعلنت فصائل "المقاومة العراقية" دعمها للبنانيين بالانضمام للمعركة من أرضها، وبالتزامن مع استمرار الغارات الإسرائيلية على تلك المناطق وتكثيفها تصعد الفصائل العراقية وتيرة هجماتها ضد الكيان بتنفيذ عمليات يوميّة باتجاه العمق الإسرائيلي.
ولتأزم الوضع في لبنان، تداعيات واسعة تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين بشكل، يتفق على ذلك المجتمع الدولي والفرقاء في المنطقة.
استجابات عراقية
وقال خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، اللواء الركن المتقاعد عماد علو، لمنصة الجبال، اليوم السبت: "هناك معلومات تشير إلى وصول جرحى سقطوا خلال الغارات الصهيونية إلى عدد من المستشفيات العراقية (مستشفى الكاظمية وأحد المستشفيات في كربلاء)، واستعدادات واسعة النطاق مستمرة في العراق وكربلاء لاستقبال وإسكان من يرغب من اللبنانيين بالنزوح والإقبال إلى البلد".
وأشار الخبير العسكري إلى أن "قرارات الحكومة العراقية بشأن اللبنانيين واضحة، تشمل تنظيم جسر جوي منذ عدّة أيام كذلك جسر برّي، وذلك مستمر لتقديم كل الدعم الإنساني والمعنوي للشعب اللبناني في مواجهة الغطرسة والانتهاكات والجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق المدنيين".
الثلاثاء الماضي، وجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجهات المسؤولة في البلد بـ "تمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين المتواجدين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة ثلاثين يوماً، تمدّد مرة أخرى، استناداً إلى أحكام قانون إقامة الاجانب رقم (76 لسنة 2017)، كذلك إعفاء اللبنانيين المخالفين بالوقت الحاضر من العقوبات المنصوص عليها بالقانون، واستمرار منح سمات الدخول مجاناً للمواطنين اللبنانيين الواصلين إلى المنافذ الحدودية العراقية".
وأعلنت العتبة العلوية في محافظة النجف، الخميس، وصول عشرات العوائل اللبنانية الفارة من الحرب إلى المحافظة، مضيفة أنه تم التواصل مع 100 عائلة أخرى، وقد تم تجهيز الفنادق والمواكب ودور الضيافة لإيوائها. كما أعلنت الجهات المسؤولة عن إعداد الفرق الطبية والمراكز المتنقلة على الحدود لإسعاف الجرحى والمصابين لدى وصولهم.
استراتيجية "المقاومة"
أكد الخبير العسكري أن الخطاب الرسمي العراقي يدفع باتجاه التهدئة، مشيراً إلى أن "وزير الخارجية العراقي ونظيره الإيراني دعوا في لقائهما الأخير إلى التهدئة وعدم جر المنطقة إلى حرب واسعة النطاق، ويحاول أن يخوضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو".
لكن بالمقابل، صعّدت فصائل المقاومة العراقية نشاطها في الأسبوع الأخير ضد الكيان الإسرائيلي، فباتت تعلن يومياً عن تنفيذ هجمات تستهدف مواقع داخل إسرائيل. وفي هذا السياق، قال علو للجبال إن "هذه الضربات مساندة لحزب الله والشعب اللبناني، انطلاقاً من استراتيجية وحدة الساحات، قامت الفصائل بتنفيذ عدّة هجمات بالصواريخ والمسيّرات ضد أهداف بالعمق الإسرائيلي بعضها تم الاعتراف به في الأوساط الإسرائيلية لا سيما العملية الأخيرة باتجاه أم الرشراش (إيلات) وأدت إلى إصابة إسرائيليين اثنين".
ردّ إسرائيل
"دأب الجيش الإسرائيلي لعدم الاعتراف بالخسائر، ليس فقط بالنسبة لعمليات فصائل المقاومة العراقية بل حتى لتلك المنفذة من قبل حماس وحركة الجهاد الإسلامي، والعمليات التي ينفذها حزب الله باتجاه الأهداف العسكرية الصهيونية في شمال فلسطين والعمق الإسرائيلي"، حسب قول علو.
وأنذر الخبير العسكري أنه "في حالة استمرار فصائل المقاومة بعملياتها المساندة للشعب اللبناني من الأراضي العراقية، اعتقد سيكون هناك رد بالطيران المسيّر أو من قبل المقاتلات الإسرائيلية ضد أهداف معيّنة قد تكون في شرق سوريا تابعة لفصائل المقاومة الإسلامية، وقد تشترك به الولايات المتحدة الأميركية بجهد مسيّر أو بمعلومات استخبارية"، مؤكداً أن "هذا يقع ضمن حسابات فصائل المقاومة، ويرافقه ارتفاع مستوى الاستعداد القتالي لدى تلك الفصائل ولدى بقية التشكيلات التي تساند اللبنانيين".
وأعلنت فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق"، اليوم السبت، "قصف مستعمرة كابري بصلية بصواريخ فادي1، دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين". في خامس عملية تنفذها الفصائل، بعد استهداف مواقع حيوية في أم الرشراش "إيلات" و"كريات شمونة" وأهداف إسرائيلية آخرى في شمال الكيان ومنطقة الجولان بالطائرات المسيّرة، خلال ساعات معدودة.