السيارات تمشي كـ"السلحفاة".. لا خطوط غير الحمراء في "ويز" وبغداد تختنق من الزحامات

4 قراءة دقيقة
السيارات تمشي كـ"السلحفاة".. لا خطوط غير الحمراء في "ويز" وبغداد تختنق من الزحامات

شهدت العاصمة بغداد، مع بداية هذا الأسبوع، زحامات مرورية خانقة قتلت الحركة في غالبية شوارعها، وذلك على الرغم من الادعاءات الحكومية حول "الجهود المبذولة لفك الاختناقات المرورية"، فقد أدت أعمال الحفر وتغيير مسارات الطرق إلى تفاقم الأزمة، لدرجة أن الموظف في جانب الكرخ، الذي كان يستغرق الوصول إلى منزله أقل من ساعة، أصبح يقضي وقتاً يصل إلى ساعتين في الطريق.

 

وتفاقمت هذه الأزمة مع صدور قرار بإغلاق جسر الجادرية، أحد أهم جسور العاصمة، لإجراء أعمال صيانة، كما تزامن هذا القرار مع عودة الطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم، مما زاد من الضغط على شبكة الطرق في المدينة، وأدى إلى شلل شبه تام في حركة المرور، وتأخر المواطنين عن أعمالهم ومدارسهم.

 

وعبر مواطنون عن استيائهم الشديد من هذا القرار، معتبرين أنه جاء في "توقيت غير مناسب، وأنه كان من الممكن تأجيل أعمال الصيانة إلى فترة لاحقة"، كما طالبوا الجهات المعنية بـ"سرعة إيجاد حلول بديلة لتخفيف حدة الزحام المروري".

 

تواجه "نبأ علي"، موظفة في إحدى شركات الكرادة، صعوبات بالغة في التنقل اليومي بين الكرخ والرصافة إثر الزحام المروري الشديد، وتقول إن "الزحام أصبح يؤثر بشكل كبير على أدائي الوظيفي، فأنا أصل إلى العمل متأخرة باستمرار لأن السيارات تمشي كالسلحفاة، وأضطر إلى العمل لساعات إضافية لتعويض الوقت الضائع".

 

وبالإضافة إلى ذلك ـ والكلام ما زال لنبأ ـ فإن "التوتر والضغط النفسي الناتجان عن الزحام يؤثران على صحتي الجسدية والنفسية. لقد وصل بي الأمر إلى التفكير جدياً في تغيير وظيفتي، أو حتى الانتقال إلى مكان أقرب لمكان عملي."

 

كانت مديرية المرور العامة، أعلنت عن ارتفاع عدد السيارات التي تخرج يومياً في بغداد بمقدار 100 ألف سيارة جديدة مع بداية العام الدراسي، مما فاقم من أزمة الزحام المروري التي تعاني منها العاصمة.

 

وبالسؤال عن تأثير الزحامات المرورية على الواقع المعيشي، يروي "أبو علي"، وهو سائق تكسي وأب لأسرة كبيرة، قصة معاناته اليومية مع الزحام المروري الذي بات يشكل عائقاً كبيراً أمام تأمين لقمة العيش لعائلته، ويقول إن "العشرة آلاف دينار التي كنت أكسبها في نصف ساعة أصبحت تأخذ مني أكثر من ساعتين الآن، خاصة في أوقات ذروة الزحامات، كما يختم بالقول: "تخلص أعمارنا وميخلص الازدحام".

 

 

ويكشف تطبيق الخرائط والتنقل Waze عن أزمة حقيقية تعيشها العاصمة بغداد، حيث تظهر الخرائط التفاعلية خلال الفترة ما بين الثالثة والسادسة مساءً، وهي ساعات الذروة، شبكة من الطرق المكتظة بالسيارات، مما يؤكد سوء حالة التنقل في المدينة.

هذا وقد أصبحت "فرح قاسم"، وهي موظفة في إحدى الشركات الأهلية، تبحث عن حلول مبتكرة للتغلب على أزمة الزحام المروري الخانق في بغداد، فبدلاً من الوقوع في فخ الزحام، تلجأ فرح إلى أحد المقاهي القريبة على مكان عملها وتعتمد على تطبيق Waze لتحديد أفضل وقت للعودة إلى المنزل، وتقول: "أعتقد أن هذه الطريقة تساعدني على الحفاظ على هدوئي وتجنب التوتر الذي يسببه الزحام".

كانت المقدم سجى العبايجي، أعلنت في تصريح متلفز تابعته "الجبال"، عن "فتح جسر الجادرية بشكل كامل خلال الأسبوع القادم".

 

ويرى خبراء أن "إغلاق جسر رئيسي مثل جسر الجادرية دون توفير بدائل كافية، يعد خطأً فادحاً، ويؤكد على غياب التخطيط السليم في إدارة حركة المرور في العاصمة"، مطالبين بـ"ضرورة إجراء دراسات معمقة قبل اتخاذ أي قرار يؤثر على سير الحياة اليومية للمواطنين". 

وتصل أعداد السيارات في في بغداد إلى 4 ملايين سيارة، فيما تبلغ أعداد السيارات في العراق 7 ملايين سيارة باستثناء إقليم كوردستان، وهذا الرقم يتصاعد في العاصمة والمحافظات دون توسعة للطرق أو بناء مدن جديدة.

إيناس فليب شاعرة وصحفية

نُشرت في الخميس 26 سبتمبر 2024 08:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.