أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة التوصل لاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية على وقف إطلاق النار في كافة المحاور ونقاط الانتشار العسكري، فوراً، ذلك عقب اجتماع جمعه اليوم مع قائد قسد مظلوم عبدي في دمشق.
ذلك عقب ليلة ساخنة شهدتها مدينة حلب، إثر مواجهات عسكرية بين قوات قسد وقوات تابعة للحكومة في دمشق في حييّ الشيخ مقصود والأشرفية، أوقعت قتيلين وعدد من جرحى (بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية - سانا)، حيث تبادل الطرفان الاتهامات ببدء الهجوم.
وقال أبو قصرة في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء 7 تشرين الأول 2025: "التقيت قبل قليل بالسيد مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، واتفقنا على وقف شاملٍ لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فورياً".
وصل قائد قوات سوريا الديمقراطية صباح اليوم إلى العاصمة السورية دمشق، للاجتماع مع الرئيس وقائد الحكومة الانتقالية أحمد الشرع، بعد المواجهات العنيفة التي دارت في حلب ليلة أمس.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "هدوء حذر يسود محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
ماذا حدث؟
ونقل المرصد عن محافظ حلب أن "مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية شهدت تصعيداً واسعاً بعد انسحاب حواجز الأمن العام، إثر توتر وتصاعد الخلافات بين عناصرها من جهة، وبين فصائل موالية لأنقرة صاحبة النفوذ الأكبر في المنطقة وعفرين من جهة أخرى".
بحسب المرصد السوري، فإن “الأمن العام حاول بدايةً احتواء الموقف، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة بعد قيام عناصر الفصائل الموالية لتركيا برفع السلاح، ما دفع قيادة الأمن العام إلى سحب عناصرها من الحواجز والنقاط الأمنية، الأمر الذي فتح الباب أمام الفصائل لبدء جولة جديدة من التصعيد الأمني والعسكري".
في السياق، أكد المرصد نقلاً عن مصادر لم يذكر اسمها "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وقوات الأمن الداخلي (الأسايش)، بعد الاشتباكات العنيفة التي وقعت أمس، مبيناً أن "قوات تتبع لوزارة الدفاع السورية نفذت قصفاً بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة استهدف مناطق متفرقة من الحيين، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات المهاجِمة ومجموعات محلية".
ووثّق المرصد السوري استخدام طائرات مسيّرة انتحارية (درون)، يُعتقد أنها استُخدمت لاستهداف مواقع في عمق الشيخ مقصود، ما تسبب في أضرار مادية كبيرة، وسط أنباء عن وقوع إصابات لم يتم التأكد من حصيلتها.
وبحسب نشطاء المرصد السوري، فإن "شبكات الإنترنت والاتصالات قُطعت بالكامل في حي الشيخ مقصود، تزامناً مع استمرار القصف والاشتباكات، ما زاد من عزلة المنطقة وصعّب عمليات التواصل".
يأتي هذا التصعيد بعد يوم من احتجاجات شعبية واسعة شهدها الحي، على خلفية إغلاق المعابر من قبل القوات الحكومية، وهو ما أدى إلى توترات متصاعدة بين الجانبين.